إلى الجنوب من سفوح جبال بابور الأشم و في أقصى نقطة من الطريق المؤدية إلى المنحدرات الجنوبية منه و حين يكون السائح قادماً من مدينة سطيف مارا بكل من مدينة أوريسيا ، عموشة ، تيزي نبشار ثم واد البارد ، وعلى مسافة 50 كيلومترا من مدينة سطيف، و 16 كلم من مدينة تيزي نبشار نصل إلى شلالات واد البارد، الواقعة بإقليم بلدية واد البارد البلدية التي سميت بهذا الاسم نسبة للوادي الذي يمر عبرها و الذي ينبع من أعالي جبال بابور.
قبل الوصول إلى موقع الشلالات ،يمكن الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الفاتنة و كلما اقتربنا من موقع الشلالات أزداد المكان متعة للعين و حين نصل إليه نرى هبة الخالق تتجلى في مجرى سريان الواد عبر السفوح و الصخور الملساء ليشكل لوحة طبيعية غاية في الجمال ، مجرى سريان الماء يشكل شلالات مختلفة يصب بعضها في برك مائية مشكلة مسابح طبيعية بين الصخور و الأشجار و الطبيعة الخضراء .
الطريق إلى شلالات واد البارد صعبة نوعا ما فهي ضيقة و بها منعرجات و منحدرات و لكن رغم ذلك يقصدها الكثيرون خاصة في أيام الصيف الحارة حيث تلقي هناك زائرين من مختلف أنحاء الوطن و حتى من الخارج و منهم من يفضل زيارتها على الذهاب للبحر.
المنطقة اكتسبت شهرة وطنية خاصة بعد سنة 2003 و هذا من خلال أفراد الجيش الوطني الشعبي الذين تواجدوا بها خلال العشرية السوداء و عادوا إليها مصطحبين معهم الأهل و الأصدقاء لإعجابهم بها و حبهم لها و بهذه الطريقة اكتسبت شهرتها الوطنية التي ربما تفوق شهرتها على مستوى الولاية.
المنطقة الآن مؤمنة و هادئة بفضل تضحيات أبناء الجزائر المخلصين حيث لم يكن بالإمكان زيارتها قبل سنة 2003 نظرا لتواجدها في منطقة جبلية صعبة حيث كانت تتمركز بالقرب منها فلول الجماعات الإرهابية التي تم القضاء عليها في العملية الشهيرة بجبال بابور سنة 2003 .
الزائر لشلالات واد البارد يكتشف الطبيعة العذراء و يندهش لهذه الهبة التي وهبها الله لسكان المنطقة و للجزائر و لكنه يزداد اندهاشا للمفارقة الكبيرة بين ما وهبه الله لنا و ما يفعله مسئولينا ، حيث نكتشف أنه لا توجد حتى إشارة توحي بوجود هذه المنطقة السياحية و هذا أدنى شيء يمكن القيام به و لا يكلف شيئا، أما المرافق الأخرى فليتها لم تكن فلا يعقل أن نشوه هذا المكان ببناء محلات فوضوية و أكواخ لا تسر الناظرين.
المنطقة مؤهلة لتكون قطبا للسياحة الجبلية حيث تشترك الشلالات ومجرى الوادي بمياهه الباردة العذبة و الطبيعة الفاتنة و الصخور الملساء الرائعة في مصدر هذا الجمال.¨
المصدر: عاشور جلابي موقع سطيف نيوز
ضع تعليقك